تخطي

 أهمية الأسنان اللبنية وأسلوب العنايه بها


أهمية الأسنان اللبنية وأسلوب العنايه بها
يتميز صعيد الرعاية الصحية بأنه يسعى دومًا لبلوغ التقدم والتطور المنشودين في مجالاته كافة إلا أن نقصًا في إدراك أهمية الأسنان وخاصة اللبنية منها ما زال يعانيه مجال طب الأسنان. حيث لا يكترث المريض بأهمية الوقاية من الأمراض التي تصيب الأسنان، وذلك نتيجة عدم إدراكه لهذه الأهمية البالغة التي ستخلصه من أن يكون زائراً دائمًا لعيادة طبيب الأسنان.

وكم من أدمغة في مجتمعاتنا اجتاحها الاعتقاد الخاطئ القائل: بأن الأسنان اللبنية مصيرها السقوط والخلع، وليس لها من القيمة ما يستدعي الاهتمام بها ومعالجتها. وردًا على هذا المعتقد نذكر أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق جسم الانسان بهذا التكامل ويجعل به جزئية ليست لها أهمية، أو ليس لها دور خلال فترة حياته. لذلك لا بد هنا من الإشارة إلى أن الاسنان اللبنية ليست مجرد أسنان مؤقتة، بل تتطلب منا العناية بها، والمحافظة عليها، لتبقى بصورة سليمة، لأنها تشكل إحدى أساسيات الإنسان.

وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على أهمية دور الأسنان اللبنية، التي تتلخص فيما يلي:

أوًلا: الأسنان اللبنية مسؤولة عن الحفاظ على الفراغات الصحيحة حتى بزوغ الأسنان الدائمة، وكذلك هي مسؤولة عن توجيه الأسنان الدائمة لمواقعها الصحيحة. اقرأ ايضا :
تبييض الاسنان ابتسامة جميلة على حساب الاسنان ...

اذا تم خلع الأسنان أو الأضراس اللبنية في وقت مبكر، فستترك مكانًا فارغًا مما يؤدي إلى تحرك الأسنان المجاورة وميلانها نحو الفراغ الحاصل مسببةً ضيقًا في المساحة اللازمة للضرس الدائم للبزوغ، وهذا بدوره يؤدي الى عدم بزوغ الضرس أو بزوغه في اتجاه غير صحيح. الأمر الذي يستدعي المعالجة التقويمية لإعادة المساحة اللازمة لبزوغ السن. وهذه الحالة عادة ما تصيب الأضراس الخلفية، والوقاية منها تكون بالمحافظة على الضرس و علاجه بإعادة ترميمه، أو معالجة أعصابه "المعالجة اللبية"، أو خلعه وتركيب جهاز تقويمي يسمى "حافظ المسافة "space maintainer".

ما هو حافظ المسافة ؟
حافظ المسافة هو جهاز يصنع من الستين لس ستيل، و يحيط بالأسنان المجاورة للسن المفقود والمسافة الفارغة، وله أشكاًلا متعددة، وهو يضمن المحافظة على هذا الفراغ حتى يظهر السن الدائم مما يمنع الأسنان اللبنية المجاورة من الانحراف عن مكانها المناسب. ويتطلب هذا الجهاز مراجعة مستمرة لطبيب أسنان الأطفال وعناية من حيث التنظيف لأنه قد يسبب تجمع الطعام حول الأسنان، مما يؤدي إلى تسوسها.

ثانيًا: تساعد و تؤثر في نمو الوجه والفكين. إن الاضرابات في عملية نمو الأسنان الدائمة والفكين غالبًا ما يتسبب بها الخلع المبكر للسن اللبني. مما يتطلب في بعض الحالات حاجة ملحة لعمل تقويم للأسنان في المستقبل، وهذا كما هو معروف عمليةً مكلفةً ماديًا وطويلة المدى في بعض الحالات. كما أن وجود التجاويف داخل الأسنان بسبب التسوس يؤدي إلى تجمع الطعام بها، فيسبب اّلامًا للطفل أثناء الأكل. لذا يلجأ إلى الأكل الطري والذي غالباً ما يكون من الحلويات والكيك والجاتوه وغير ذلك. فتتأثر عضلات الفكين محدثةً إضرابًا في نمو الأسنان الدائمة والفكين.

ثالثًا: تساعد في التغذية والهضم والمضغ الجيد للطعام . يحتاج الطفل إلى تعلم كيفية مضغ الطعام الاعتيادي. وخلعه لأكثر من ضرس عادة ما يؤدي إلى مشاكل في تقطيع ومضغ الطعام بالطريقة الصحيحة، مما يؤدي الى مشاكل في الجهاز الهضمي. فالعلاقة ما بين الأسنان والجهاز الهضمي والمعدة تعتبر من أوثق وأهم العلاقات بين أعضاء الجسم، وتتمثل بوجود أسنان سليمة ومتكاملة في الفكين والتي وظيفتها طحن الطعام وتسهيل عملية بلعه، إضافةً إلى إفرازات الغدد اللعابية واللسان والعضلات وما بها من أعصاب من أجل تأمين عملية البلع وتمرير اللقمة طرية إلى البلعوم، ومن ثم إلى المعدة، ويساعد في ذلك أيضا الحركة المعاكسة للفك السفلي، والحركة الجانبية مما يساعد على سحق الطعام وتهيئة المعدة لاستقباله بشكل مناسب في ظل وجود الإفرازات من أحماض وإنزيمات.

رابعًا: الأسنان اللبنية الصحية والخالية من التسوس تكون بيئة صحية للأسنان الدائمة. إن المشاكل التي تلحق بالأسنان اللبنية ربما تسبب مشاكل أخرى للأسنان الدائمة، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي: * إصابات الأسنان اللبنية الأمامية يمكن أن تسبب اضطرابات في لون أو شكل أو حجم الأسنان الدائمة الأمامية. * الأسنان اللبنية الأمامية تبقى حتى سن 5 الى 6 سنوات تقريبًا، ولكن الأسنان الخلفية تبقى مدة أطول ربما تصل حتى سن 10 او 12 سنة تقريبًا. فإذا كانت هذه الأسنان مصابةً بالتسوس فهذا يعطي انعكاسا بأن الأضراس الدائمة الموجودة في تلك الفترة ستكون عرضة للتسوس أيضا.

* إذا كانت السن اللبنية مصابةً بتعفن بسبب التسوس، أو جذر السن مصاب بخراج صديدي، فإن هذا ربما يؤثر على السن الدائمة التي لم تظهر بعد.

الاحد 14 سبتمبر 2014 الساعة 10:51 ص | المشاهدات : 1157