مع بداية العام الدراسي الجديد نرى همم أطفالنا وقد علت وارتفعت ، وتتركز اهتماماتهم واهتمامات ذويهم على تحسين المستوى الدراسي والعمل على تقديم الأفضل ولا تقتصر حياة الطالب في المدرسة على الدراسه وحسب حيث يقضي أطفالنا معظم اوقاتهم في المدرسه بعيدين عن البيت وعن كل تلك العنايه الفائقه من الأبوين ، تاركين تلك الأمانه بين ايدي معلميهم ، فكان من الواجب علينا ان نسلط الضوء حول كيفية العنايه بأسنان اطفالنا وبتضرر الأسنان المرتبط بسلوكياتهم في المدرسة التي يقع على عاتقها دور في غاية الأهميه لتغطي هذا الجانب من العنايه بعيدا عن جوانبها التثقيفيه .
يُعد تسوس الأسنان آفة العصر ويُعد من أكثر العوامل التي تتطلب زيارة الاطفال لعيادة طبيب الأسنان بالرغم من تأثيرها في جميع الفئات العمرية .
يقضي معظم أطفالنا اوقاتهم في باحة المدرسه وقد حظيت اسنانهم بنصيب الاسد من الحلويات والمشروبات الغازيه والمأكولات الضاره لتأخذهم متعة اللهو واللعب تارة والجلوس خلف مقاعد الدراسه تاره اخرى بعيدا كل البعد عن ما استخدام الفرشاة والمعجون ليتناسوا معها حقيقه بحته جعلت من العنايه بالأسنان الخط الدفاعي الأول للوقايه من تسوس لا يرحم ، ونخر بالأسنان قد يصل الى العصب في مراحله المتقدمه ،
فالتسوس هو عباره عن مرض يؤثر في الاسنان بعد بزوغها و تسببه بكتيريا موجوده بالفم و تتغذى بدورها على السكريات المأخوذه من بقايا الطعام المتواجدة على سطح الأسنان مما يتسبب بانتاج احماض تعمل على اذابة الجزء الملاصق لها من المينا فتنتزع منه اهم العناصر المكونه له وخاصة الهيدروكسي أبيتايت مما يؤدي الى تحلل المواد العضويه والتي تحول بدورها النسيج الصلب الى نسيج رخو وهذا ما يفسر وجود تلك الفجوه على سطح السن الا انها بالحقيقه نخر ان لم يعالج في بداياته كان مرتعا للبكتيربا ومزيدا من بقايا الطعام لتزداد كمية الحامض وبالتالي تهالك طبقة العاج ومن ثم اصابة عصب السن.
لذى يتوجب على الأهل مساعدة اطفالهم في كيفية العنايه بأسنانهم عن طريق الاستخدام الصحيح والمنتظم للفرشاة والمعجون المخصص لأعمارهم واختيار الوقت وعدد المرات الواجب فيها تنظيف الأسنان . يُوصى أطباء الأسنان بأن يكون تنظيف الأسنان أثناء الدوام المدرسي على النحو التالي : مره قبل الذهاب الى المدرسه ومره بعد تناول الطعام وما يتبعه من المأكولات الضاره الغنيه بالسكر اثناء افترة الاستراحة مما يتطلب من المدرسة تخصيص وقت اضافي لضمان تنظيف الأطفال لأسنانهم وبشكل جيد تحت اشراف ورقابه المعلمين لتحفيز حس المسؤوليه في داخله وغرس مبدأ اساسه الوقايه خير من العلاج ، كما انه باستطاعة المدرسه توفير الطعام الصحي لطلابها وخاصة الاطفال منهم والمساهمة في استبدال العادات الغذائية السيئة التي توارثتها الأجيال لتصل الى أطفالنا في يومنا هذا وأخيرا يُوصى بضرورة تنظيف الطفل لأسنانه بعد تناول وجبة العشاء او قبل النوم . يجب ان ننوه الى ضرورة متابعة الأبوين لأطفالهم حول التزامهم بالموعدد المحدد لتنظيف الأسنان وتوجيههم نحو الطريقه الصحيحه لاستخدام الفرشاه حيث لا يجب ان يقل وقت التنظيف عن عن دقيقه واحده لكل فك .
يجب أن نوصي بضرورة وجود طبيب أسنان في كل مدرسه يتابع حالة الطلاب ويراقب صحة أسنانهم اذ ان الكشف الدوري والمنتظم على الأسنان يُسهم في الوقاية من أمراض الفم والأسنان وعلاجها في وقت مبكر , أما عن حوادث السقوط واصابات الأسنان أثناء اللعب مما يؤكد على ضرورة وجود طبيب الأسنان في المدرسه ليحظى كل طالب بتلك الفرصه التي تمكنه من تلقي العلاج الفوري والمناسب ، فرضوض الأسنان أمر لا يمكن الاستهانه به وتختلف شدتها باختلاف قوة الضربه على احدى هذه المناطق ويحدث نتيجة للسقوط اثناء اللعب وغيرها من النشاطات التي يمكن ان يمارسها الطفل خلال تواجده في المدرسه.
من اهم اصابات الفم التي يتعرض لها الأطفال :
- كسور الأسنان: تعد الكسور من اكثر اصابات الأسنان شيوعا ككسر لتاج السن فقط ، او كسر للتاج والجذر معا وغيرها من الاصابات التي تستدعي مراجعة طبيب الأسنان ليتخذ الاجراء المناسب لها اما بالحشوات التجميليه او بتلبيس السن.
- رضوض الأنسجة الرخوة فقط كاللثة والشفاه واللسان وباطن الخد دون أن تتسبب بالضرر للأسنان , ويُصاحب هذا النوع من الاصابات ألم , احمرار , بعض الانتفاخ و النزف حسب شدة الإصابه التي تتطلب زيارة الطفل لطبيب الأسنان لاتخاذ بعض الاجراء العلاجي اللازم .
- خروج السن بشكل كامل من عظم الفك وفي هذه الحالة يجب اتخاذ التدابير التاليه وبشكل سريع :
- البحث عن السن المفقود والامساك به من جهة التاج وليس من جهة الجذر .
- تنظيف السن بقليل من الماء والحفاظ عليه في وسط مناسب كالحليب او لعاب الطفل وذلك بوضعه تحت اللسان داخل الفم .
- يجب ان يتم غرس السن خلال مده لا تتجاوز الساعتين مما يستدعي اصطحاب الطفل لطبيب الأسنان في أسرع وقت ممكن لتتم اعادة غرس السن بشكل صحيح ، حيث يتم يستخدم الطبيب مثبتات خاصه على السن المغروس لمده قد تصل الى 15 يوما يعود بعدها السن سليما ثابتا من جديد
- في حال سقوط أي من الأسنان اللبنية بشكل كامل فلا يحبذ اعادة غرسه وانما يجب وضع جهاز يطلق عليه (حافظ مسافه) ليعمل على ابقاء المساحه محفوظه لوقت بزوغ السن الدائم في مكانه الصحيح دون اللجوء لعلاج التقويم
نظراً لشيوع مشاكل الأسنان وبشكل لا حصر له كان وجود طبيب الأسنان في المدرسه امر في غاية الضروره حتى يتم اتخاذ الاجراءات العلاجيه المناسبه وتخفيف الآلام الناتجه عنها .