تخطي

 لأول مرة.. أدوية جديدة تنقل علاج الأورام من مرحلة التلطيف إلى الشفاء


لأول مرة.. أدوية جديدة تنقل علاج الأورام من مرحلة التلطيف إلى الشفاء
كشف المؤتمر الدولي الرابع لأورام الجهاز الهضمي، الذي تنظمه جمعية أورام الجهاز الهضمي والكبد، عن أدوية جديدة تنقل علاج الأورام من مرحلة التلطيف إلى الشفاء بنسبة 70%، وانخفاض عمر الإصابة بأورام القولون في مصر لأعمار صغيرة تصل إلى 15 عامًا، وبحث أسباب تلك الظاهرة غير المتكررة عالميًا من خلال دارسة علمية، والجسيمات المشعة الدقيقة التي يمكنها السيطرة على أورام الكبد المتشعبة، وحبيبات دوائية ذكية يمكنها تجنب الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي.

جاء المؤتمر بالتعاون مع قسم علاج الأورام بطب عين شمس ووحدة الأشعة التداخلية وجمعية أورام الغشاء البريتوني والمزمع عقده خلال الفترة من 21 و22 مايو الجاري.

وقال الدكتور هشام الغزالي أستاذ علاج الأورام، وسكرتير عام المؤتمر، أن فعاليات المؤتمر تشمل لجنة مكونة من عمالقة أساتذة الأورام في العالم لتقييم تقنيات حديثة تستخدم لأول مرة في علاج أورام الجهاز الهضمي، ومن بينها "النانو نايف"، لعلاج أورام البنكرياس غير القابلة للجراحة، واستخدام العلاج الكيميائي مع التسخين الحراري لعلاج أورام الغشاء البيريتوني، والعلاج بالموجات الصوتية عالية التردد لأورام الكبد، واستخدام الحبيبات المشعة لعلاج أورام القولون المنتشرة للكبد، وعلاج ثانويات القولون في الكبد.

وأشار إلى أن المؤتمر يقدم هذا العام التحليل الجيني لتحديد نوع العلاج المستخدم لأورام القولون في مراحلة المختلفة، حيث إنه في المرحلة الثانية من أورام القولون يجب عمل تحليل "إم.إس.آي"، لتحديد أهمية استخدام العلاج الكيميائي من عدمه في هذه المرحلة من عدمه.

كما تتضمن فعاليات المؤتمر ورشة عمل مع تدريب عملي لشباب الأطباء على كي أورام الكبد باستخدام التردد الحراري والميكرويف، وكذلك نقل حي مباشر لحالات علاج أورام الكبد باستخدام الأشعة التداخلية من مستشفى عين شمس التخصصي، تحت إشراف الدكتور سامي حتة، رئيس المؤتمر، وبمشاركة الخبير الأوروبي بوجدان بوبه، أستاذ الأشعة التداخلية بجامعة بوخارست.

وأوضح أنه سيتم إلقاء الضوء على ظاهرة إصابة صغار السن في مصر بأورام القولون والمستقيم في عمر يصل إلى 15 عامًا، لافتًا إلى أن هذه الظاهرة غير متكررة عالميًا، ويتم حاليًا إجراء دراسة بجامعة عين شمس لتحليل هذه الظاهرة والوقوف على أسبابها، وهل هى جينيه أم بيئية متعلقة بنوعية الغذاء أو التلوث بجميع أنواعه؟.

وأضاف الغزالي، أن أورام القولون المنتشرة للكبد والرئة يمكن شفائها بنسبة تصل إلى 70%، مشيرًا إلى أن أورام القولون المنتشرة للكبد والرئة أو كلاهما تبلغ نسبتها 30% من إجمالي حالات أورام القولون في مصر والعالم وتزيد هذه النسبة إلى 50% من إجمالي الحالات في حالة انتشار الأورام من المراحل المبكرة، وكانت هذه الأورام في عام 1990 تصل نسب شفائها لنحو 1%.

وسيناقش في المؤتمر هذا العام سيتم مناقشة أدوية حديثة، واستخدام تقنيات مختلفة من الجراحة، والتردد الحراري في الكبد والرئة لتصل نسب الشفاء إلى 70% شفاءً تامًا، وتختار الأدوية المستخدمة لكل مريض على حدة طبقًا لحالته الصحية، ومدى انتشار الورم والمحتوى الجيني داخل الخلايا.

وشدد الغزالي، أن الدراسات أثبتت أن إضافة العلاجات الموجهة خصوصًا في الخط الأول من العلاج، أدت إلى هذه النسبة المرتفعة من القدرة الشفائية، ويجب إجراء تحاليل جينية محددة مثل إجراء تحليل "راس" حتى يتم اختيار العلاج المناسب بدقة.

وأشار الغزالي إلى أن هناك 6 علاجات موجه جديدة لعلاج أورام القولون المنتشر، تم اعتمادها من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وتلك من أسباب ارتفاع نسب الشفاء العالمية، وتشمل عقار "بيفاسيزوماب"، و"سيتوكسيماب"، و"بانيتوموماب"، و"أفلي برسبت" و"روجرافينيب"، و"سيرامزا"، ويتم اختيار كل دواء طبقًا لحالة المريض، ووضعية الخطة العلاجية سواء الخط الأول أو الثاني أو الثالث للعلاج، لافتًا إلى أن تلك الأدوية نقلت علاج الأورام من مرحلة العلاج التلطيفي، إلى مرحلة الشفاء.

وأوضح أنه سيتم وضع خطوط استرشادية قومية في ظل اعتماد تلك الأدوية الجديدة، لتطبيقها على بروتوكولات العلاج الحديثة، لاختيار المناسب منهم لكل حالة في وقتها المحدد.

ومن جانبه، يقول الدكتور أسامة حتة، أستاذ الأشعة التداخلية بطب عين شمس ورئيس المؤتمر، أن الجديد في علاج أورام الكبد المتشعبة، والممتدة للوريد البابي التي لم يكن لها علاج من قبل هو استخدام الأشعة التداخلية، وظهور الجسيمات المشعة الدقيقة حديثًا حيث أمكن السيطرة على هذه الأورام بصورة كبيرة تصل إلى 50% في بعض الحالات، باستخدام قسطرة علاجية من خلال شريان الكبد، فيتم إدخال القسطرة من فتحة دقيقة في الفخذ وصولًا إلى شريان الكبد.

وأشار إلى أنه يتم رسم خريطة شريانية للكبد مع تحدد الشرايين الدقيقة المغذية للورم وتوجيه القسطرة إليها، وتحقن الجسيمات الدقيقة المشعة متناهية الصغر داخل الورم وإلى تقوم بدورها بإطلاق أشعة بيتا محدودة المدى، والتي تؤدي إلى القضاء على خلايا الورم السرطانية دون غيرها من خلايا الكبد السليمة.

وهناك ما يعرف بالحبيبات الدوائية الذكية التي يتم خلطها بجرعات محددة من العلاج الكيماوي فتقوم بامتصاصه ثم يتم إطلاقها داخل الورم من خلال القسطرة، وعندما تصل إلى داخل الورم تقوم تلك الحبيبات بإفراز العلاج الكيميائي بجرعات محددة على فترات زمنية متباعدة، ما يترتب عليه زيادة فاعلية العلاج الكيميائي، مع تجنب الأعراض الجانبية المتعارف عليها ومن بينها سقوط الشعر، والضعف العام للمريض، وعدم تدهور وظائف الكبد ما يعد ثورة جديدة في مجال علاج أورام الكبد.

وفي حالات أورام الكبد الملاصقة لشرايين وأوردة الكبد فيمكن علاجها بالكي المباشر بأستخدام موجات الميكرويف، حيث يتم إدخال مجس ذو قطر صغير نحو 2 ملي، ويتم توجييه تحت الموجات الصوتية أو الأشعة المقطعية إلى منتصف الورم ثم تطلق موجات الميكرويف داخله فتتحول إلى درجات حرارة عالية تصل إلى 100 درجة مئوية، ما يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية بالكامل، وكل تلك الإجراءات تتم دون فتحات جراحية، ويمكن للمريض مزاولة نشاطة اليومي بعد عدة أيام، وتصل نسب النجاح المباشر باستخدام تلك الوسيلة العلاجية إلى 95%.

ومن ناحية أخرى، أوضح الدكتور ياسر عبدالقادر أستاذ علاج الأورام ومدير مركز علاج الأورام بكلية طب جامعة القاهرة، أن الاكتشافات الحديثة توصلت إلى فحص جيني باستخدام البصمة الجزيئية للورم بشكل مفصل، وخاص بكل مريض بشكل محدد ومنفرد فيما يحمل بشرى وأمل جديد لمرضى الأورام في رفع نسب الشفاء من المرض العضال، حيث يتمكن التحليل الجديد من رسم صورة وبصمة فريدة مبنية على المعلومات الجينية والبروتينات الخاصة بالورم ومكونات الخلية، وبناء عليه يتم تحديد العقاقير العلاجية الفعالة لمحاربة الورم المصاب به هذا المريض دون غيره.

الثلاثاء 19 مايو 2015 الساعة 6:24 ص | المشاهدات : 2076